Saturday, November 24, 2012

تحديات الترجمة تكشف جانباً مهماً من إشكاليات الثقافة العربية

0 comments
نظمت جمعية الناشرين الإماراتيين مساء أمس الأول في المعرض ندوة “ترجمة الكتاب بين الواقع والتحديات”وذلك بحضور بدور بنت سلطان القاسمي رئيس الجمعية .
شارك في الندوة كل من المترجمين: فراس الشاعر وبشار شبارو وعبدالفتاح أبو السيد والدكتور يوسف عيدابي وأدارها الناقد الدكتور صالح هويدي، الذي أكد على أن الترجمة بوابة مهمة من حياة الأمم والشعوب وهي ليست قوة ونشاطاً سياسياً فحسب إنما هي شيء آخر له أثر في تقدم الشعوب والمجتمعات، كما أكد على أنها مرآة عاكسة يرى فيها الفرد صورة الآخر وتقاسيم وجهه وهذا سيعينه على رؤية ذاته ومدى اختلافه عن الآخر، وبالتالي فالترجمة حوار وتأويل لا غنى عنه وهي ضرورية للأمم من دون تحيز لدرجة تقدمها فكل من الغالب والمغلوب بحاجة لهذا النشاط الإنساني والحيوي .

 
بدأ د . يوسف عيدابي بتسليط الضوء على واقع الترجمة في حيزها العربي بوصفها نشاطا ثقافيا يعاني مما تعاني منه الثقافة التي تسجل تراجعا يطال المؤسسات العلمية والأكاديمية، حيث تعاني الجامعات من فراغ كبير في هذا المجال، كما أننا نفتقد الجهد الاحترافي في الترجمة .

 
وأكد د . عيدابي على أن الترجمة احتياج موضوعي لأشكال العلوم والمعارف كافة، وأن واقعنا العربي يشير إلى أمية ثقافة تطال كل المستويات بحسب الإحصاءات الموثقة، مما يتطلب تحسين بنيتنا الثقافية أولاً وهذا سينعكس إيجاباً على الترجمة، التي لا تشترط الكم بقدر اهتمامها بالنوع، ونوه د . عيدابي بتوقف هذا النشاط الحيوي عن جامعاتنا العربية، وفرق بين مستويين من الترجمة هما التجاري والثقافي، كما نوه بحالات فردية من المترجمين الذين يستحقون الإجلال، منهم كامل يوسف حسين الذي ترجم نحو 80 كتاباً متميزاً، وأشار د . عيدابي إلى المبادرات الخصوصية في الترجمة حيث تشهد الإمارات نشاطاً ملحوظاً في هذا الميدان من خلال مشروعي “كلمة”و”ترجم”.

 
وتحدث عبدالفتاح أبو السيد عن مشاكل الكتاب المترجم في صلته بالمؤلف والمترجم ونوه بمشكلة تعدد الرقابات وسوء الإعلام وانتشار الأمية والفقر في المحيط العربي بوصفها معيقات أساسية أدت إلى تراجع الترجمة، كما تحدث عن المترجم نفسه الذي ما يزال هاوياً وليس محترفاً، وهذا يفتح الباب لضرورة إعداد كفاءات قادرة في هذا المجال، كما أشار إلى غياب الأطر القانونية التي تنظم مجال الترجمة بما في ذلك غياب المؤسسات التي تعنى بالمترجمين، وضعف المردود المادي للترجمة .
وأشار أبو السيد إلى غياب مشروع قومي للترجمة على مستوى الوطن العربي، منوها ببعض التجارب المضيئة في عدد قليل من الأقطار العربية ومنها دول الخليج العربية بعامة والإمارات بخاصة التي تخصص ميزانيات مرتفعة لدعم هذا التوجه .
بدوره تناول بشار شبارو مجموعة من النقاط الأساسية في صلتها بموضوع الترجمة بوصفها حالة حضارية كتفشي الأمية الثقافية في مختلف جوانبها، مما عطل عجلة الإبداع ومنها الترجمة، وأن المشكلة ذات جوانب مختلفة حلقاتها متشعبة وتشمل الجامعات والناشرين والفعاليات، كما أشار إلى التشرذم السياسي العربي الذي انعكس على الجهود الفكرية، وتطرق إلى تفاصيل من واقع حال الترجمة العربية التي يشوبها الضعف، وإحجام الناشرين عن الترجمة بسبب ارتفاع كلفتها المادية، كما أشار إلى موضوع الترجمة في صلته باللغة الأم وانحراف بعض الترجمات عن نصوصها الأصلية .

 
وتحدث فراس الشاعر عن واقع الترجمة لافتاً إلى قضايا تتعلق باللغة العربية . وقال “العربية هي لغتنا ولكننا نمضي العمر كله في تعلمها ولا نتعلمها«، كما قصر حديثه على المترجم الذي هو في الغالب خريج لغة أجنبية إنجليزية أو فرنسية، في إشارة إلى عدم قدرته على التعبير الصحيح من خلال العربية، وأن هناك حاجة إلى محررين لغويين يساعدون في نقل المصطلح ومقابله إلى العربية، وأن من الإجحاف هنا لوم المترجم وحده، والترجمة كمعرفة تحتاج إلى جهد مشترك من البحث والتقصي، فترجمة موضوع متخصص في منهج أدبي كالبنيوية أو التفكيكية على سبيل المثال يحتاج إلى فهم المصطلحات في لغتها الأم قبل نقلها الى العربية .

وفي مجال الإبداع الأدبي نوه الشاعر بضرورة اقتناص اللحظة المواتية، فحين يكتب شاعر إنجليزي قصيدته في لحظة إبداعية ما، فهذه لحظة مواتية يصعب ترجمتها من دون البحث في مناخات وهواجس الشاعر ومن دون قراءة ثقافية معمقة للبيئة التي نشأ فيها .

المصدر: دار الخليج

0 comments:

آپ بھی اپنا تبصرہ تحریر کریں

اہم اطلاع :- غیر متعلق,غیر اخلاقی اور ذاتیات پر مبنی تبصرہ سے پرہیز کیجئے, مصنف ایسا تبصرہ حذف کرنے کا حق رکھتا ہے نیز مصنف کا مبصر کی رائے سے متفق ہونا ضروری نہیں۔

اگر آپ کے کمپوٹر میں اردو کی بورڈ انسٹال نہیں ہے تو اردو میں تبصرہ کرنے کے لیے ذیل کے اردو ایڈیٹر میں تبصرہ لکھ کر اسے تبصروں کے خانے میں کاپی پیسٹ کرکے شائع کردیں۔